نتفليكس في أزمة الهوية: هل فقدت الجرأة لصالح الخوارزميات؟

 

نتفليكس في أزمة الهوية: هل فقدت الجرأة لصالح الخوارزميات؟

نتفليكس في أزمة الهوية: هل فقدت الجرأة لصالح الخوارزميات؟


في عام 2025، لم تعد نتفليكس مجرد منصة لبث الأفلام والمسلسلات، بل أصبحت صناعة قائمة بحد ذاتها. لكنها أيضًا تواجه أكثر مراحلها ارتباكًا منذ تأسيسها، إذ تتهم اليوم بأنها فقدت روحها الفنية تحت ضغط الأرقام والخوارزميات.

من الجرأة إلى التكرار

في بداياتها، اشتهرت نتفليكس بإنتاج أعمال جريئة كسلسلة House of Cards وBlack Mirror التي غيّرت مفاهيم الدراما الرقمية. أما اليوم، فيلاحظ النقاد أن أغلب المحتوى الجديد يكرر الصيغ نفسها: بطل جذاب، حبكة سريعة، ونهاية مفتوحة لتمديد المواسم.

تقرير Variety Digital Media Review 2025 أشار إلى أن أكثر من 65% من إنتاجات نتفليكس في السنوات الأخيرة بُنيت على “تحليل تفضيلات الجمهور” بدلاً من الإبداع الفني.

الخوارزميات تتحكم في الفن

الذكاء الاصطناعي الذي تستخدمه نتفليكس لا يختار فقط ما نراه، بل يقرر أيضًا ما يُنتَج. خوارزميات المشاهدة تجمع مليارات البيانات يوميًا لتحديد الأنواع المفضلة للمشاهدين، وتوجّه فرق الإنتاج نحوها. والنتيجة؟ محتوى متشابه، آمن، لكنه بلا روح.

المخاطرة الغائبة

في 2010 كانت المنصة تُغامر بعرض أفلام مستقلة تجريبية، أما الآن فالمغامرة شبه معدومة. كل قرار إنتاجي مرتبط بمؤشرات “المشاركة والمشاهدة”. يقول المخرج الإسباني خوان كارسيا في حديث لمجلة Cinema Future: “لم تعد نتفليكس تصنع الفن، بل تصنع الإحصاءات.”

الضغط من المنافسين

مع صعود منافسين مثل Disney+ وAmazon Prime وApple TV+، أصبحت نتفليكس تخشى فقدان حصتها السوقية. لذلك، تبنّت إستراتيجية “الإنتاج الغزير”؛ أي إصدار محتوى أسبوعي مستمر لإبقاء المشتركين نشطين، ما أدى لتراجع الجودة.

التنوع... أم التكرار المقنّع؟

رغم كثرة المحتوى، إلا أن التنوع الحقيقي تراجع. تقرير Film Critique Index 2025 أظهر أن 72% من الأعمال الجديدة تقع ضمن نفس النمط الدرامي. التنوع أصبح شكليًا فقط — وجوه مختلفة، لكن القصص متشابهة.

المشاهد في دوامة التوصيات

ميزة “استنادًا إلى ذوقك” (Based on Your Taste) جعلت المشاهد يعيش في فقاعة ترفيهية مغلقة. فهو لا يكتشف الجديد، بل يرى نسخة معدّلة مما أحب سابقًا. تقرير University of Copenhagen Media Lab سمّى هذه الظاهرة بـ“الدوامة الخوارزمية للذوق”.

الذكاء الاصطناعي والسيناريوهات الآلية

في 2025، بدأت نتفليكس باختبار خوارزميات توليد السيناريوهات عبر الذكاء الاصطناعي. ورغم الكفاءة التقنية، فإن النقاد حذروا من خطر “تسليع الفن”، إذ يصبح السيناريو منتجًا حسابيًا لا تجربة إنسانية.

أزمة الهوية

السؤال الآن: هل نتفليكس شركة تقنية أم دار إنتاج فني؟ في سعيها وراء السيطرة على السوق، أصبحت تقع بين الاثنين. المنصة التي أعادت تعريف التلفزيون قد تكون اليوم تقتل الفن الذي صنع مجدها.

الخاتمة

نتفليكس ما زالت قوة جبارة في عالم الترفيه، لكن هيمنتها بدأت تفقد بريقها الفني. المستقبل سيحدده ما إذا كانت ستختار طريق الأصالة الفنية أو تستمر في طريق الخوارزميات التجارية التي تحوّل الإبداع إلى رقم آخر في جدول المشاهدات.

الأسئلة الشائعة (FAQ)

هل تستخدم نتفليكس الذكاء الاصطناعي لاختيار المسلسلات؟

نعم، فهي تعتمد على بيانات المشاهدة لتوجيه الإنتاج واقتراح العناوين للمستخدمين.

لماذا تراجعت جودة المحتوى مؤخرًا؟

بسبب ضغط المنافسة واعتماد الشركة على الإنتاج الكمي بدلاً من النوعي.

هل هناك بدائل أكثر تنوعًا فنيًا من نتفليكس؟

نعم، مثل منصات الأفلام المستقلة MUBI وCriterion Channel التي تركز على الجودة لا الكم.

المصادر

  • Variety Digital Media Review, “Algorithmic Production in Netflix”, 2025.
  • Film Critique Index, “Repetition in Streaming Narratives”, 2025.
  • Cinema Future Magazine, Interview with Juan Garcia, 2025.
  • University of Copenhagen Media Lab, “Taste Loops and Recommendation Systems”, 2025.
  • IFTA Global Streaming Trends Report, 2025.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال

🌺 شبكة أراباز — مواقعنا

لمزيد من الأدلة والمقالات زر الروابط التالية: